ويقدرون الإجابة المطابقة عليها، حتى استغرق ذلك
كثيرًا من أوقاتهم، بل ربما حال بينهم وبين النوم والتلذذ بالطعام والشراب، وتجاوز
الأمر إلى آبائهم فحملوا الهم؛ خوفًا عليهم من الرسوب، وصاروا يستحثونهم على
المذاكرة والاستعداد، كل هذا يجري خوفًا من اختبار الدنيا الذي لا يترتب عليه
سعادةٌ أو شقاوةٌ، ولا موتٌ ولا حياةٌ، ولا رزقٌ ولا حرمانٌ، كيف لا نتذكر به
اختبار الآخرة الذي تكون نتيجته إما سعادة الأبد، أو شقاوة الأبد؟ كيف لا نتذكر به
سؤال الملكين في القبر والجواب عليه، وما ينتج عن ذلك من عذاب القبر أو نعيمه؟ كيف
لا نتذكر بنتيجته تطاير الصحف وأخذها باليمين أو الشمال، وما يترتب على ذلك من
سرورٍ أو حزنٍ؟ قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ ٧ فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا ٨ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا ٩ وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ
كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ ١ فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ
ثُبُورٗا ١١ وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا ١﴾ [الانشقاق: 7- 12].
كيف لا نتذكر به وزن
الأعمال وما يترتب عليه م ن فلاحٍ أو خسارةٍ؟ والله تعالى يقول: ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ
ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨ وَمَنۡ
خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا
كَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ٩﴾ [الأعراف: 8، 9]، لماذا لا نتذكر
بما يعقب هذا الامتحان الدنيوي من فرحٍ وسرورٍ أو غم وحزن، وما يعقب الحساب يوم
القيامة من انقسام الناس إلى قسمين ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ ٣٨ ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ ٣٩ وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ ٤٠ تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤﴾ [عبس: 38- 41].
نحن علمنا أن امتحان الدنيا يحتاج إلى استعدادٍ، فجندنا إمكانياتنا له، فلماذا ننسى امتحان الآخرة؟ إن الله تعالى يخبرنا عن حال قومٍ استعدوا لهذا اليوم، وتأهبوا له، ماذا يصير إليه حالهم، فيقول سبحانه: