قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ
ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114]، والحسنة اسم جامع
لكل ما يقرب إلى الله تعالى، وأعظم الحسنات الماحية للسيئات: التوبة النصوح
والاستغفار، والإنابة إلى الله بذكره وحبه وخوفه ورجائه، وقد وصف الله المؤمنين في
كتابه ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا
فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ
فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ
يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135].
ومعنى قوله: ﴿ذَكَرُواْ ٱللَّهَ﴾ [آل عمران: 135]. ذكروا عظمته، وشدة
بطشه وانتقامه، وعقابه على المعصية، فأوجب ذلك لهم الرجوع في الحال، والاستغفار،
وترك المعاصي.
وفي قوله صلى الله
عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ» إشارة إلى طلب المبادرة
بالتوبة، وعدم تأخيرها؛ لأن قبول التوبة مشروط بأن يكون قبل حلول الموت، قال
تعالى: ﴿إِنَّمَا
ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا
حَكِيمٗا ١٧ وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ
حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا
ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا
أَلِيمٗا ١﴾ [النساء: 17، 18] ولا أحد يدري في أي وقت وأي
أرض وعلى حال يكون أجله، قال تعالى: ﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ﴾ [لقمان: 34]. ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَخَالِقِ
النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» وهذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به،
وأفرده صلى الله عليه وسلم للحاجة إلى بيانه، فإن كثيرًا من الناس يظن أن التقوى
هي