وَإِنْ كَانَ
قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ» ([1])، وروى البخاري في
صحيحه: أن أعرابيًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللهِ،
مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الإِْشْرَاكُ بِالله». قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟
قَالَ: «الْيَمِينُ الْغَمُوسُ» قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟
قَالَ: «الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ» ([2]) يعني بيمين هو فيها
كاذب.
عباد الله، ومن الأيمان المنهي
عنها: اليمين التي يحلف بها المسلم ليمنع بها من فعل الخير، قال تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ
ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ [النور: 22]، أي لا تحلفوا ألا
تصلوا قراباتكم، وتصدقوا على المساكين والمحتاجين، وإذا حلف الإنسان على ألا يفعل
الخير فإنه يشرع له أن ينقض يمينه، ويفعل ما حلف على تركه، ويكفر عن يمينه، قال
الله تعالى: ﴿وَلَا
تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ
ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 224]، أي: لا تجعلوا أيمانكم بالله مانعة لكم من البر
وصلة الرحم، إذا حلفتم على تركها، وذلك بأن يدعى أحدكم إلى صلة رحمه أو عمل بر،
فيمنع ويقول: حلفت ألا أفعله، وتكون اليمين مانعة له من فعل الخير، بل يكفر عن
يمينه، ويفعل الخير.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي وَاللهِ -إِنْ شَاءَ اللهُ- لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي» ([3]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (137).