الترمذي: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ
فَإِنَّ الأَْعْضَاءَ كُلَّهَا «تُكَفِّرُ» ([1]) تدين اللِّسَانَ
فَتَقُولُ اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ
اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» (([2]).
أيها المسلمون، إن آفات اللسان
كثيرةٌ ومتنوعةٌ:
فالآفة الأولى: الكلام فيما لا
يعني، وفي الحديث الصحيح: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ
يَعْنِيهِ» ([3]).
الآفة الثانية: الخوض في الباطل،
وهو الكلام في المعاصي، والتحدث عنها بما يروجها بين الناس ويشيع الفاحشة بينهم،
ومن ذلك: ما يقع في المجتمع من المخالفات التي يرتكبها بعض الأفراد، فإن التحدث
عنها في المجالس يفرح الأشرار والمنافقين، ويشيع الفاحشة في المؤمنين، وقد قال
تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ
عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا
تَعۡلَمُونَ﴾ [النور: 19].
والواجب على من علم من أخيه زلة أن يستر عليه ويناصحه، أو يرفع أمره إلى ولي الأمر إذا اقتضت المصلحة ذلك، أما أن يتخذ من زلته موضوعًا يتحدث عنه في المجالس، فإن ذلك من أقبح الخصال، وذميم الفعال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ» ([4])، رواه الإمام أحمد.
([1])استبدال من طبعة دار المعارف.