الرسول صلى الله عليه وسلم احتفل في تلك الليلة،
ولا خصها بشيء من العبادات، ولم يفعل ذلك خلفاؤه الراشدون من بعده، ولا صحابته
الكرام، ولا التابعون لهم بإحسان؛ فلا يجوز لأحد بعدهم أن يحدث في الإسلام شيئًا
لم يفعلوه.
ثالثًا: أنه يفعل في تلك
الليلة وفي ذلك الاحتفال أمور منكرة؛ قال صاحب كتاب «الإبداع في مضار الابتداع»:
«وقد تفنن الناس بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات، وأحدثوا فيها من أنواع
البدع ضروبًا كثيرة؛ كالاجتماع في المساجد، وإيقاد الشموع والمصابيح فيها وعلى
المنارات مع الإسراف في ذلك». إلى أن قال: «وما أحسن سير السلف الصالح، فإنهم
كانوا شديدي المداومة على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرجون عن
الثابت قيد شعرة، ويعتقدون الخروج عنه ضلالة، لا سيما عصر الصحابة ومن بعدهم أهم
القرون الثلاثة المشهود لهم بالخير أجمعين» انتهى.
ومن العجيب أن بعضًا
من هؤلاء الذين يحتفلون بمناسبة الإسراء والمعراج، أو كثيرًا منهم، لا يهتمون بما
شرع فيه من الصلوات الخمس، فبعضهم لا يصلي أبدًا، وبعضهم لا يحضر صلاة الجماعة في
المساجد، وإنما ينشط في البدع، ويكسل عن السنن والواجبات، ولا يحافظ على الجمع
والجماعات.
عباد الله: إن البدع مع أنها حدث في الدين، وتغيير للملة، فهي آصار وأغلال، تضاع فيها أوقات، وتنفق فيها أموال، وتتعب فيها أجسام، وتبعد من الجنة وتقرب من النار، وتوجب سخط الله ومقته، ولكن أهل الغي والضلال لا يفقهون، وفي طغيانهم يعمهون، لا يزيدهم عملهم عن الله إلا بعدًا، ولا اجتهادهم وتعبهم إلا مقتًا وردًا.