وفي صحيح مسلم عن
أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء،
فقال: «أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»
([1])، وقد عزم النبي صلى
الله عليه وسلم في آخر عمره على ألا يصومه مفردًا بل يضم إليه يومًا آخر مخالفة
لأهل الكتاب في صيامه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حِينَ
صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ
الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ
يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ([2])، وفي مسند الإمام
أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صُومُوا
يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ
بَعْدَهُ يَوْمًا» ([3])، فيستحب صيامه
وصيام يوم قبله أو يوم بعده، اقتداءً بأنبياء الله، وطلبًا لثواب الله، وأكثر
العلماء على استحباب صيامه. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1162).
الصفحة 4 / 441