الإيمان ورسول
الرحمن، معهم ربهم بنصره وتأييده. وفي لحظة حاسمة تحطمت قوة الباطل على صخرة الحق،
كما قال الله تعالى: ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ
عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَيۡلُ مِمَّا
تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18]، ﴿وَقُلۡ
جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا﴾ [الإسراء: 81].
ونستفيد من هذه القصة أيضًا أن سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي الشكر لله عند الرخاء وحصول النصر، وذلك بأن موسى صام هذا اليوم الذي أعز الله به الحق، وخذل به الباطل؛ شكرًا لله، وصامه نبينا محمد وأمرنا بصيامه شكرًا لله على انتصار الحق على الباطل على يد أخيه موسى عليه السلام، وسنة الأنبياء واحدة، وهي جهاد الكفار، وإعلاء كلمة الله في الأرض، والنصر من الله نعمة تقابل بالشكر والطاعة على طريقة الأنبياء، لا بالتفاخر والإعجاب، وإحداث الأعياد البدعية التي تسمى باليوم الوطني أو عيد النصر، ولا الهتاف بالشعارات الباطلة، فهذا كله من سنة الجاهلية التي جاء الإسلام بالنهي عنها، «ومما أحدث في هذا اليوم الذي نصر الله به الحق على يد موسى عليه السلام » ([1]) ومما أحدثه الشيعة فيه جعله يوم حزن ومأتم، حيث إن الحسين بن علي رضي الله عنهما قتل فيه، فخالفوا السُنَّة في هذا اليوم، وما يستحب فيه من الطاعة، وأحدثوا فيه البدعة وفعل المحرمات من الندب والنياحة، وضرب أجسامهم إظهارًا للجزع على قتل الحسين رضي الله عنه. ويجعلون ذلك ذكرى تتكرر كل عام. ولا شك أن قتل الحسين رضي الله عنه مصيبة نزلت بالمسلمين، ولكن المصائب لا تقابل بالجزع والبدع،
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.