عن الحضور إلى
المساجد، فقال: «لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ
اللهُ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الأَْوَّلِ
حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ فِي النَّارِ» ([2]). إن هذا العمل يدل على
التكاسل عن القيام للصلاة، وهو من صفات المنافقين، قال الله تعالى في وصفهم: ﴿وَإِذَا
قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ [النساء: 142]، وقال عنهم أيضا: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ
كُسَالَىٰ﴾ [التوبة: 54]، قال ابن كثير رحمه
الله: هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة، وإذا قاموا
إليها قاموا وهم كسالى عنها؛ لأنهم لا نيَّة لهم فيها، ولا إيمان لهم بها ولا
خشية، ولا يعقلون معناها، ثم ساق بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يكره أن
يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، لكن يقوم إليها طلق الوجه عظيم الرغبة شديد
الفرح، فإنه يناجي الله، وإن الله تجاهه يغفر له، ويجيبه إذا دعاه، ثم يتلو هذه
الآية: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ [النساء: 142].
عباد الله: إن الله سبحانه أمر بالتوجه إلى الصلاة والذهاب إلى المسجد حينما ينادى لها، وأمر بترك البيع والاتجار لأجل ذلك؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9]، وقال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧﴾ [النور: 36، 37].
([1]) أخرجه مسلم رقم (438).