واحدة؛ كل ذلك مما
يدل على طلب الاجتماع في القلوب والأعمال، ولما كان حصول الاختلاف متوقعًا؛ لأنه
من طبيعة البشر، أمر بحسمه بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله: ﴿ف
فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]. ولا بد أن في
الكتاب والسنة ما يحل الإشكال وينهي النزاع، وهذا من رحمة الله بعباده.
ومما يؤسف له أننا
نرى اليوم بعض من يتسمّون بالدعاة، وينتسبون لطلب العلم، نراهم متفرقين إلى جماعات
أو جمعيات، كل جماعة أو جمعية لها اسم خاص ومنهج خاص يختلف عن منهج الأخرى، وهذا
التفرق سيفضي بهم إلى نتائج سيئة، ولا نستبعد أن يكون ذلك من تخطيط أعداء الإسلام،
ليكيدوا للمسلمين، ويشغلوا بعضهم ببعض، وقد حذر الله من ذلك بقوله: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ
فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 46]. فالواجب على هؤلاء
أن يتركوا التعصب، ويرجعوا إلى اجتماع الكلمة ووحدة الصف، ويوحدوا منهجهم على كتاب
ربهم وسنة نبيهم، وإذا حصل اختلاف في فهم بعض المسائل الفرعية فلا يكون هذا سببًا
في تفرقهم، فقد كان السلف يختلفون في فهم بعض المسائل الفرعية، ولا يؤثر ذلك في
محبة بعضهم لبعض، وفي اجتماع كلمتهم.
الخصلة الثالثة: مما يرضاه الله
لنا: مناصحة من ولاه الله أمرنا، وهو إمام المسلمين، ومن ينوب عنه من الولاة وذلك
بطاعتهم بالمعروف، وعدم مخالفتهم، وبالدعاء لهم، وإعانتهم على ما فيه صلاحهم وصلاح
رعيتهم.
ويجب على من فوض إليه ولي الأمر القيام بعمل من الأعمال أن يؤديه على الوجه المطلوب فيجب على الموظف أن يقوم بعمل وظيفته على الوجه المطلوب: لا ينقص منه شيئًا، ولا يحابي فيه قريبًا