وقبل الحج لا بد أن
يحقق أربعة أركانٍ للإسلام هي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله،
وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان. فالركن الأول -وهو الشهادتان- هو ركن
العقيدة، وهو الأساس، ويلازم المسلم في كل لحظات حياته، ومن كان آخر كلامه «لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» دخل الجنة. والركن الثاني: وهو الصلوات الخمس يتكرر على
المسلم في اليوم والليلة خمس مرات. والركن الثالث: وهو الزكاة، يتكرر على المسلم
كل عام، وهو قرين الصلاة في الأهمية. والركن الرابع: صيام رمضان، ويتكرر على
المسلم كل عام.
فمن حافظ على هذه الأركان وحققها فهو المسلم الذي يصح حجه وعمرته ومن ضيعها أو ضيع بعضها فلا حج له ولا عمرة له، وبعض الناس يحج وهو فاسد العقيدة، يحج إلى المشاهد الشركية، ويتقرب إلى قبور الأولياء والصالحين بأنواع العبادة، فهذا مشرك لا يجوز أن يقرب المسجد الحرام؛ لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ﴾ [التوبة: 28]، والبعض الآخر لا يصلي الصلوات الخمس، وهذا لا حج له؛ لأنه تارك للصلاة وهو كافر، والكافر لا يقبل منه عمل؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1]). والبعض الآخر يحج وهو لا يزكي، والزكاة قرينة للصلاة في كتاب الله عز وجل، والبعض الآخر يحج وهو لا يصوم رمضان، والصوم آكد من الحج، وفريضته سابقة لفريضة الحج.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (82).