الدنيا كأنه يراه وينظر إليه في حال عبادته،
فكان جزاء ذلك النظر إلى وجه الله عيانًا في الآخرة، وهذا بعكس حال الكفار، كما
قال تعالى: ﴿كَلَّآ
إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15] جزاءً لحالهم في
الدنيا لما تراكم الران على قلوبهم حتى حُجِبَت عن معرفته ومراقبته في الدنيا،
فكان جزائهم على ذلك أن حُجِبوا عن رؤيته في الآخرة.
فاتقوا الله، عباد
الله، وأحسنوا في عبادتكم وأعمالكم وفي معاملاتكم إلى إخوانكم، وإلى البهائم، يحسن
الله إليكم، فإن الله تعالى يقول: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾ [الرحمن: 60] ويقول: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ
ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞوَلَا ذِلَّةٌۚ
أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [يونس: 26].
***
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد