أي: ليذكروا بإحياء
الله الأرض الميتة أنه قادرٌ على إحياء الأموات والعظام الرفات، أو ليذكر من مُنِعَ
المطر، إنما أصابه ذلك بذنبٍ أصابه، فيقلع عما هو فيه، فالمطر نعمةٌ من الله على
عباده، قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ٦٨ ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ
أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ ٦ لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ ٧﴾ [الواقعة: 68- 70].
فهو الذي أنزل هذا
المطر بمنّه وفضله، ولو شاء لحبسه، فتضرر العباد، وهو الذي جعله عذبًا فراتًا
سائغًا شرابه، ولو شاء جعله مِلحًا أُجاجًا لا يصلح للشرب.
عباد الله: إن الله أرشدنا عند
احتباس المطر إلى أن نستغفره من ذنوبنا التي بسببها حبس عنا المطر، قال تعالى
حكايةً عن هودٍ عليه السلام: ﴿وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ
ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ
مُجۡرِمِينَ﴾ [هود: 52].
فالإكثار من
الاستغفار والتوبة سبب لنزول المطر، وقال تعالى «حكايةً عن نوحٍ عليه السلام » ([1]): ﴿فَقُلۡتُ
ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم
مِّدۡرَارٗا ١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ
وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١﴾ [نوح: 10- 12]. أي: إذا تبتم إلى
الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم
من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدر لكم الضرع، وأمدكم بأموالٍ وبنين، وجعل لكن
جناتٍ فيها أنواع الثمار، وتتخللها الأنهار الجارية.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الاستسقاء عند احتباس المطر، وذلك بالصلاة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استسقى
([1])سقط من طبعة دار المعارف.