كثيرةٍ؛ قال تعالى: ﴿فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175]، وقال تعالى: ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ﴾ [النحل: 51]، وقال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ
وَٱخۡشَوۡنِ﴾ [المائدة: 44]. والخوف المحمود الصادق هو الذي يحول بين صاحبه
وبين محارم الله عز وجل، والرجاء المحمود الصادق هو الثقة بجود الرب سبحانه وفضله
وكرمه، ولا بد أن يقترن معه العمل، قال تعالى: ﴿فَمَن
كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ
يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 218].
فالرجاء لا يصح إلا
مع العمل، قال العلماء: والرجاء ثلاثة أنواع:
الأول: رجاء رجلٍ عمل
بطاعة الله على نور من الله، فهو راج لثوابه.
الثاني: رجاء رجلٍ أذنب
ذنبًا، ثم تاب منه، فهو راجٍ لمغفرة الله وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه.
والثالث: رجل متمادٍ في
التفريط والخطايا، يرجو رحمة الله بلا عملٍ، فهذا هو الغرور والرجاء الكاذب.
والواجب على العبد ما دام على قيد الحياة أن يكون متعادلاً بين الخوف والرجاء، فلا يغلب جانب الرجاء لئلا يفضي به ذلك إلى الأمن من مكر الله، فيكون من الذين قال الله فيهم: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأعراف: 99]، ولا يغلب جانب الخوف لئلا يفضي به إلى اليأس من رحمة الله، فيكون من الذين قال الله فيهم: ﴿وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحجر: 56]، ومن الذين قال الله فيهم: ﴿إِنَّهُۥ لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87].