أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([1]). كما أن هذا
الإخبار منه صلى الله عليه وسلم عن حصول التشبه في هذه الأمة، إنما هو إخبار بمعنى
النهي والتحذير عن الوقوع فيه.
أيها المسلمون: إن دين الإسلام هو
دين الكمال، والتمسك به هو العزة؛ قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، وقال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ
فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ
ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ﴾ [فاطر: 10]، وإذا كان الأمر كذلك، فما بال أقوامٍ يلتمسون
العزة بغير الإسلام! فيقلدون الكفار في عقائدهم وأخلاقهم وعاداتهم الذميمة؟. لقد
كان الكفار يغلون في الأموات من الأنبياء والصالحين، ويبنون على قبورهم المساجد
والقباب، فكان في هذه الأمة من يفعل ذلك ويلجأ إلى الأضرحة لقضاء حاجاته وتفريج
كرباته، وأشادوا عليها المباني والمساجد والمشاهد الشركية تشبهًا بالكفار.
لقد كان الكفار يعملون أعيادًا بدعيةً كأعياد الموالد والأفراح، فكان في هذه الأمة من يعمل مثل هذه الموالد البدعية، كالمولد النبوي، وموالد العظماء، وما يسمونه بالأعوام، أو بالأيام؛ كيوم الأم، ويوم الطفل، أو عام الطفل، وما يسمونه بالأسابيع؛ كأسبوع النظافة، وأسبوع المساجد، وأسبوع الشجرة، إن ديننا -ولله الحمد- يأمرنا ببر الوالدين دائمًا، في حياتهما وبعد موتهما، لا في يوم معين فقط، وديننا يأمرنا بالنظافة وتنظيف المساجد دائمًا لا في أسبوع معين، وديننا يأمرنا بغرس الأشجار والزراعة دائمًا في أوقاتها المناسبة، لا في أسبوع معين
([1]) أخرجه: مسلم رقم (156).