وصاروا أئمة يقتدى بهم، أعزةً يخافهم عدوهم،
أغنياء عما سوى الله، يجودون بالخير على البشرية وما ذاك إلا لأن هذا الدين تنزيل
من حكيم حميد، يعلم ما يصلح عباده وما يضرهم: ﴿أَلَا
يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]، ولكون
هذا الدين غني بتعاليمه السامية، حكيم في تشريعاته العادلة فقد أمرنا الله بالتمسك
به والعمل بأحكامه والاقتداء برسوله، ونهانا عن طلب الهدى من غيره واستيراد النظم
والقوانين المخالفة لأحكامه، وعن تقليد الأمم الكافرة في دياناتها وعاداتها؛ لأن
هذا يعني التبعية لغيرنا، والتشبه بأعداء الله وأعدائنا من الكفار والمنافقين، قال
تعالى: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ
أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ
أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 3] وقال
تعالى: ﴿وَلَا
تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن
دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ [هود: 113].
وقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ
نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [الحشر: 19].
إن المسلم يجب عليه
أن يعتز بدينه وأن يرفع به رأسه أينما كان لا تأخذه في الله لومة لائم، قال تعالى:
﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن
كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]. وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا
يَعۡلَمُونَ﴾ [المنافقون: 8].
لا يجوز للمسلم أن
ينظر إلى الكفار نظرة احترام وإكبار وإعظام؛ لأن الله قد أهانهم بالكفر ﴿وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا
لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ﴾ [الحج: 18].
ولا يجوز للمسلم أن ينظر إلى ما بأيدي الكفار من متاع الدنيا نظرة إعجاب، ولكن يعتبر ذلك استدراجًا لهم وفتنة ومتاعًا إلى حين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد