ويدخل فيه: «مَن نَام
ثُمَّ قَامَ مِنْ نَوْمِهِ...» ([1]) بالليل للتهجد، وهو
أفضل أنواع التطوع بالصلاة مطلقًا، وربما دخل فيه من ترك النوم عند طلوع الفجر،
قام إلى أداء صلاة الصبح، لا سيما من غلبه النوم عليه.
عباد الله: إنَّ قيام الليل
سبب لدخول الجنة بسلام، كما في حديث عبد الله ابن سلام رضي الله عنه قال: أول ما
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلما
تأملت وجهه واستبنته عرفت أنَّ وجهه ليس بوجه كذَّاب، قال: فكان أول ما سمعت من
كلامه أن قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا
الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَْرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» ([2])، رواه الترمذي،
وقال: حديث حسن صحيح، وقيام الليل سبب للانطلاق من أسر الشيطان وطيب النفس
واستقبال صلاة الفجر بنشاط، وسبب انشراح الصدر في النهار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ
رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ:
عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ
عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ
عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ
النَّفْسِ كَسْلاَنَ» ([3])، رواه مالك
والبخاري ومسلم وغيرهم.
ولقيام الليل فوائد كثيرة وعظيمة، فاجعلوا لكم حظًا منه ولو كان قليلاً، ولا تحرموا أنفسكم من ثوابه واجلعوا آخر صلاتكم في الليل وترًا، فإن الوتر سنة مؤكدة، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتركه حضرًا ولا سفرًا،
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد