فالإنسان الذي لا يكون مسلمًا إلا في حالة الرخاء، وإذا اشتد به الأمر تخلى عن دينه، يكون من هذا الصنف المنافق النفاق الأكبر، والعياذ بالله، فالمسلم لا يساوم على إسلامه، ولا يتنازل عن دينه، مهما بلغ به الكرب، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ، وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ» ([1])، فالمسلم لا يتخلى عن دينه مهما بلغ به الأمر والكرب، ولن يبلغ به الأمر ما بلغ بإبراهيم الذي أُوقِدت له نارٌ عظيمةٌ تطاول الجبال بلهبها، وأُلقِي فيها من بُعْدٍ بواسطة المنجنيق، ولم يتخلَّ عن دينه، ولم يقل إلا ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]، قال الله تعالى: ﴿يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69]، وهذه نتيجة الإيمان والتمسك بالإسلام، وأن الإنسان لا يتخلى عن دينه أبدًا مهما بلغ به الحال، أو بلغت به الشدة.
كذلك يكون المسلم مسلمًا في جميع الأحوال، أما الذي يكون مسلمًا إذا وجد في الإسلام ما يرغب فيه من شهواته، ثم يتخلى عن الإسلام إذا لاحت له شهوةٌ أو طمعٌ دنيوي، فهذا من الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحٞ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ وَإِن كَانَ لِلۡكَٰفِرِينَ نَصِيبٞ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَيۡكُمۡ وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَلَن يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لِلۡكَٰفِرِينَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: 141].
فاتقوا الله عباد الله، وتمسكوا بإسلامكم.
كذلك يكون المسلم مسلمًا في جميع الأزمنة، فإن بعض الناس يكون مسلمًا في رمضان، فإذا انتهى شهر رمضان تخلى عن الإسلام
([1]) أخرجه: البخاري في « الأدب المفرد » رقم (18)، وعبد بن حميد رقم (1594).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد