العبد، إذا استعملها في طاعة الله، وقد يكونان شقاوة على العبد إذا استعمل
ذلك في معصية الله ورسوله.
كذلك يبتلي الله العباد بعضهم ببعض، كما قال سبحانه: ﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ
لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ﴾ [الفرقان: 20]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ
يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ﴾ [محمد: 4]،، فالمؤمن يبتلى
بالكافر، ويبتلى بالمنافق، ويبتلى بأصحاب الفسق والمعاصي؛ ليظهر بذلك موقفه مع
هؤلاء: هل يكون موقفه موقف المؤمن بالله عز وجل ؟ أو يكون موقفه موقف المسالم
المنخذل، الذي لا يغار لدين الله عز وجل، ولا يحرك ساكنًا مع أعداء الله سبحانه؟ ﴿قُلۡ إِن كَانَ
ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ
وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ
تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي
سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 24].
فالمؤمن في هذه الحياة معرض للابتلاء والامتحان، لا أحد يسلم من الابتلاء
والامتحان، لم يسلم الرسل عليهم الصلاة والسلام من الابتلاء والامتحان، ولم يسلم
أتباع الرسل من الابتلاء والامتحان، ولم يسلم المسلمون في كل زمان ومكان من
الابتلاء والامتحان بأعداء الله ورسوله، لكن أهل الإيمان يقفون مع دين الله عز وجل
؛ نصرة لدين الله، وجهادًا في سبيل الله بألسنتهم وأموالهم وأنفسهم، يجاهدون في
سبيل الله، وأما أهل النفاق، الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فإنهم يقفون مع
أعداء الله، ويضادون أمر الله ورسوله، لكن الجزاء يوم القيامة ﴿وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]، فالجزاء
يوم القيامة؛ يجزي الصادقين بصدقهم ﴿لِّيَجۡزِيَ
ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ
يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾ [الأحزاب: 24].