الظهر يبدأ بزوال الشمس وأن دخول وقت العصر يبدأ
بمساواة الشيء الشاخص أي المرتفع لظله فإذا استوى الظل والشاخص فقد دخل وقت العصر
ووقت المغرب إذا غربت الشمس ووقت العشاء إذا غاب الشفق الأحمر ووقت الفجر بطلوع
الفجر علامات واضحة يعرفها كل أحد العامي والمتعلم والعربي والعجمي كل يعرفها
علامات واضحة للعيان فهذه مواقيت الصلاة وقد بينها صلى الله عليه وسلم بالأحاديث
الصحيحة وبينها بفعله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في تلك المواقيت، وقال: «صَلُّوا
كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([1]).
ووقت الفجر يبدأ بطلوع الفجر فلو صلى المسلم بعد طلوع الفجر مباشرةً صحت صلاته لأنه أداها في الوقت خصوصًا النساء والمعذورين من الرجال فإنهم يصلونها إذا تحققوا من طلوع الفجر وأما غير أصحاب الأعذار فهم مرتبطون بالجماعة فيؤدونها مع الجماعة في المسجد ويجب على الأئمة أن يتقيدوا بالوقت فلا يثقلوا على الناس ويؤخروا صلاة الفجر عن أول وقتها؛ لأن المبادرة بالعبادة في أول وقتها أفضل من تأخيرها، وقد كان صلى الله عليه وسلم يدخل في صلاة الفجر والناس في ظلمة لا يعرف الرجل من بجانبه من الظلمة ثم يطيل الصلاة فيقرأ بالستين إلى المئة آية ثم ينصرف منها حين يعرف الرجل جليسه إذا استبان النور فهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يبكر بالدخول في صلاة الفجر، وقد حَدَّث أناس في هذا الوقت ممن يَدَّعون العلم يؤخرون صلاة الفجر ولا يصلون إلا بعد الناس ومع الأسف أنهم أئمة مساجد ويشوشون على الناس ويفرقون بين الناس والواجب أن يصلوا مع الناس في أول الوقت ويقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا يلتفتوا إلى من يشككهم في هذا الأمر،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (605).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد