بأمر
الله، ألقته في النهر بأمر الله سبحانه وتعالى وسخر النهر في أن يحمله، ولا يناله
بسوء فحمله النهر إلى قصر فرعون، فلما رأى خدم فرعون حاشيته رأوا هذا التابوت
تبادروا إليه، وكان من جملتهم امرأة فرعون فلما أخذوه وفتحوه؛ وجدوا فيه الغلام
فأشفقت عليه امرأة فرعون سخرها الله له فقالت: ﴿لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ
نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا﴾
[القصص: 9] وأثرت على فرعون في أن يتركه فتركه ولم يقتله ورباه في قصره وصار يركب
معه في مواكبه ويأكل من طعامه ويلبس من ملابسه فصار كأنه من حاشية فرعون، في يوم
من الأيام انفرد موسى عليه السلام من الموكب وعن مرافقة فرعون فكان يمشي في
المدينة إذا هو برجلين يتضاربان واحد من القبط جماعة فرعون وواحد من بني إسرائيل
جماعة موسى فاستغاثه الذي من شيعته أي الذي من قبيلته من بني إسرائيل على الذي من
عدوه فموسى بادر بنجدته وإغاثته فضرب القبطي بيده في جمعه فوكزه -يعني دق عنقه-
لقوته ومات الرجل فأصاب موسى من ذلك خوف شديد وندم على ما فعل لأنه قتل نفسًا لم
يؤمر بقتلها مع أنه لم يتعمد قتلها ولكن خاف من التبعة وخاف من فرعون ومن جماعة
القتيل خوفًا شديدًا وتاب إلى ربه ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي
فَغَفَرَ لَهُۥٓۚ﴾
[القصص: 16] فدل على أن قتل الكافر المستأمن أنه لا يجوز ولو كان كافرًا وعده
ظلمًا واستغفر منه فلا يجوز الاعتداء على العدو بغير حق لا يجوز العدوان لا يجوز
الاعتداء على أحد حتى مع الأعداء ومع الكفار لا يجوز القتل إلا بحق ﴿وَلَا
تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ﴾ [الأنعام: 151]، فصاروا يبحثون عن القاتل، وموسى
مرةً ثانيةً عليه السلام وإذا بالرجل الإسرائيلي يتضارب مع قبطي فاستغاثه مرةً
ثانيةً
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد