﴿لَا
يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا﴾ [آل عمران: 118]، فمن الذي انتبه لهم؟ ومن الذي أخذ الحذر منهم؟ إلا
القليل ولا حول ولا قوة إلا بالله، الناس بعضهم لبعض فتنة، حتى المسلمين بعضهم
لبعض فتنة، قال جل وعلا: ﴿وَجَعَلۡنَا
بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا﴾ [الفرقان: 20]، فالمسلم
يبتلى حتى من المسلم فكيف بالكافر العدو الظاهر والباطن فعلى المسلم أن يكون
مستعدًا ما دام على قيد الحياة، إنه في فتن عظيمة فيستعد لها بالصبر والثبات
والمقاومة والحذر والتحذير منها كذلك يبتلى الإنسان عند موته يتعرض له الشيطان
ليخرجه من الدين وليموت على الكفر ويعرض عليه الأديان الكافرة ويدعوه إليها ويقول
هذه خير لك وربما يقبل فيموت على الكفر وتكون العاقبة الخسارة الدائمة، ولا حول
ولا قوة إلا بالله، فإن الأعمال بالخواتيم وكذلك يبتلى المسلم في القبر إذا وضع في
قبره وسد عليه لحده ودفن وفرغ من دفنه وانصرف المشيعون وإنه ليسمع قرع نعالهم
منصرفين يأتيه ملكان تعاد روحه في جسمه ويأتيه ملكان منكر ونكير ويقعدانه ويسألانه
ثلاثة أسئلة، فإن أجاب عنها بالصواب نجا وسعد وإن لم يجب عنها فإنه يخسر خسارةً لا
سعادة بعدها يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ثلاث كلمات فالمؤمن الذي مات
على اليقين ومات على الدين يقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله
عليه وسلم فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابًا
إلى الجنة ويوسع له في قبره مد بصره ويكون قبره روضةً من رياض الجنة إلى أن يبعثه
الله سبحانه وتعالى وهو في روضة من رياض الجنة وأما المنافق والمرتاب الذي عاش في
هذه الدنيا على الشك وعلى الارتياب؛ فإنه في كل سؤال يقول: هاه هاه لا أدري سمعت
الناس يقولون شيئًا فقلته ولو كان في هذه الدنيا متعلمًا وفصيحًا وعالمًا متضلعًا
إذا لم يكن على يقين وعلى إيمان
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد