وتربية صالحة تنشئة طيبة لو أن الآباء يقومون بها، وأما التربية التعليمية
فلأن العلم لابد منه، والجهل داء قاتل ولا فرق بين الجاهل وبين البهائم، الله ميز
الإنسان بالعلم: ﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ
٣ عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ ٤﴾ [الرحمن: 3، 4]، ﴿عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ
مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾ [العلق: 5]، ﴿و وَٱللَّهُ
أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا وَجَعَلَ
لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفِۡٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [النحل: 78]، والعلم
بالتعلم، والتعليم على قسمين: تعليم بالمساجد وتعليم في المدارس. وليس هناك قسم
ثالث التعليم إما أن يكون في المساجد وإما أن يكون في المدارس، أما التعليم
المنفلت التعليم السائب فهذا خسارة وضرر على الشباب، فالوالد يجب عليه أن يلحق
أولاده الذكور بالمساجد ليحضروا الصلوات والجمع والجماعات، وليتعلموا القرآن،
ويتدارسوا القرآن في المساجد، ويتعلموا العلم، ويحضروا الدروس والمحاضرات والندوات
والمواعظ التي تقام في المساجد في بيوت الله عز وجل والتعليم في المدارس بأن تختار
له المدرسة الطيبة الصالحة بمديرها ومدرسيها وطلابها، تختار له المدرسة الصالحة لا
أي مدرسة بل تميز بين المدارس فتختار لولدك أحسنها وأطيبها، وتلاحظه في ذهابه
وإيابه وحضوره في المدرسة، وتسأل عنه وتتابعه حتى يكون مستقيمًا في دروسه وفي طلبه
للعلم، ولا تتركه يتغيب ويذهب ولا تدري إلى أين يذهب. فهذه مسؤولية عظيمة، وأما
التربية المهنية فهي أن تعلم أولادك طلب الرزق، وطلب الكسب وهم صغار حتى يستغنوا
عن غيرهم ولا يكونوا عالةً أو اتكاليين بل يُنَشَّئُون على طلب الرزق والاستغناء
عن الناس، وكان الناس إلى زمن قريب كان الأولاد يتخرجون على آبائهم في المهن،
ويكون الولد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد