يعني: أن (الم) ثلاثة حروف في كل حرف منها حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ألف حرف ولام حرف وميم حرف، وهكذا بقية حروف القرآن في كل حرف حسنة، وفي كل حسنة عشر حسنات، لمن يتلو هذا القرآن، لمن يتعلمه ويتلوه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن (يعني: بتلاوة القرآن): «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُه يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» ([1])، فدل على أن المسلم يحرص على تلاوة القرآن ويحرص على إجادة قراءته على الوجه المطلوب، فإن لم يحسن قراءته على الوجه المطلوب فليقرأ بحسب استطاعته وله في ذلك أجران: أجر التلاوة وأجر المشقة، يتلوه المسلم في صلاته ويتلوه في خلواته، ويتلوه وهو راكب في سيارته أو على دابته، يتلوه وهو يمشي، يتلوه في كل الأحوال، ما لم يكن جنبًا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يحبسه عن القرآن إلا الجنابة، لا يتلو القرآن في المواطن القذرة كدورات المياه ومحل قضاء الحاجة، فيكرم القرآن عن الأماكن التي لا تليق به، يكثر من تلاوة القرآن ليلاً ونهارًا، يتلوه آناء الليل وآناء النهار، كلما سنحت له فرصة ولا سيما في قيام الليل ولا سيما في شهر رمضان فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه جبريل كل ليلة من ليالي رمضان يدارسه القرآن، وكان السلف الصالح يقبلون على تلاوة القرآن في هذا الشهر أكثر من غيره ويتفرغون لتلاوته لأن الله أنزل القرآن في هذا الشهر فيتلونه في الوقت الذي شرفه الله بنزول هذا القرآن ولا يكفي أن الإنسان يقرأ القرآن ويكثر من الختمات بل لابد مع ذلك أن يتدبر القرآن حين قراءته، يتدبر آيات القرآن الدالة على عظمة الله وأسمائه وصفاته،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4653)، ومسلم رقم (798).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد