العشر المباركة، فلهذا كان صلى الله عليه وسلم يتحراها في هذه العشر، وفي
أوتاره آكد، الحادي والعشرين، أو الثالث والعشرين، أو الخامس والعشرين، أو السابع
والعشرين، أو التاسع والعشرين، هذه الأوتار أرجى ما تكون فيها ليلة القدر وإن كان
يحتمل أنها في غيرها من ليالي العشر فمن قام العشر بجميع لياليها فيرجى أنه قد
صادف ليلة القدر، وأما من قام الشهر كله من أوله إلى آخره فهذا يتأكد أنه أدرك
ليلة القدر، لأنها لا تخرج عن شهر رمضان ولكنها في العشر الأواخر آكد.
فيا أئمة المساجد، وفقكم الله اقتدوا بنبيكم
محمد صلى الله عليه وسلم فأقيموا التهجد في المساجد وأطيلوا القيام والقراءة
والركوع والسجود وشجعوا المسلمين، وحضوهم على اغتنام هذه الليالي، فإنكم القدوة
وتحملتم المسؤولية في مساجدكم فكونوا سابقين إلى الخيرات مشجعين على العمل في هذه
الليالي، والتهجد فيها وما هي إلا ليالي قليلة ثم تنقضي وإن كان يطلب من المسلم
الاستمرار بالعمل الصالح، ولكن اختصاص الأوقات الفاضلة بمزيد اجتهاد فيه فضل عظيم،
فكونوا أيها الأئمة قدوةً صالحةً كونوا أئمة في الخير شجعوا جماعات مساجدكم على
قيام هذه الليالي واغتنامها وإياكم والمخذلين الذين يخذلون الناس عن الاجتهاد في
هذه العشر ويقولون إنها ليس لها خصوصية عن بقية الشهر فلذلك لا يزيدون من التهجد
في هذه العشر فيحرمون أنفسهم وليت ذلك يقتصر عليهم بل يحرمون من وراءهم من جماعات
المساجد فاحذروا أيها الأئمة أن تكونوا من هذا الصنف كونوا سباقين إلى الخير
ودعاةً إلى الخير، ولا تكونوا من المخذلين والكسالى الذين يقبلوا بالجدل العقيم
وترك العمل وهذه هي العادة أن من اشتغل بالجدل فإنه يترك العمل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد