وقد يمسكه عما أوجب الله عليه من الزكاة
والنفقات الواجبة فيبخل به، فالبخل خلق ذميم يحمل عليه حب المال، وفتنة المال قد
يبخل به شحًا به فيمنع ما أوجب الله عليه من زكاة ماله، والنفقة على عياله وعلى من
تلزمه مئونتهم، وينفقه عما يستحب الإنفاق فيه من الطاعات والقربات من أجل فتنة
المال، والبخل به وتعلق النفس به فهو فتنة.
وكذلك الأولاد فتنة، إما أن يربيهم على الخير
ويصبر على تربيتهم وعلى المشقة في ذلك، وإما أن يهملهم ويضيعهم، فيكونوا حسرةً
ووبالاً عليه، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا
تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ
كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 55]، فجعل المال على هؤلاء عذابًا في حين أنهم يتصورون أنه نعمة
وهو عذاب.
جعل المال والأولاد عذابًا في حين أنهم يتصورون أن ذلك نعمة وهو عذاب، لكنهم لا يشعرون، قد أعماهم الهوى عن إدراك ما في المال والأولاد من الفتنة، إن المال خير لمن وفقه الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ» ([1])، وإن الأولاد نعمة وقرة عين لمن رباهم على الخير ونشأهم على الطاعة، فعاشوا وكبروا على الطاعة والتزموا بعبادة الله عز وجل، فيكونون قرة عين لهم في الدنيا، ويكونون سببًا لنجاتهم في الآخرة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([2])، وحتى في الجنة فإن الله يلحق الأولاد الصالحين بآبائهم،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (17763)، وابن حبان رقم (3210).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد