للدنيا ثم يأتيه الموت وهو على غير عمل صالح فماذا تنفعه الدنيا؟ ولو جُمِعَت له الدنيا بحذافيرها ومن الناس من وفقه الله فعرف قدر الدنيا وعرف قدر الآخرة، وعرف لماذا خلق؟ وما هي مهمته في هذه الحياة؟ فجمع بين خيري الدنيا والآخرة فأخذ من الدنيا ما أباح الله له واستعان به على طاعة الله فربح دنياه وآخرته، وأما النوع الأول فإنه يخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله، فلا الدنيا تبقى له ولا الآخرة تصلح له فهذا هو الخسران المبين، فاتقوا الله يا عباد الله والإنسان عاقل ومفكر ويعرف هذا كله ولكن قد تستولي عليه الغفلة وقد يستولي عليه أمور أخر تشغله عن آخرته فأفيقوا رحمكم الله، فإن لم تفيقوا فستفيقون عند الموت، والموت قريب قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فالعمل الصالح هو عملك في الدنيا ومهمتك من الدنيا وهو رفيقك في القبر، وهو قائدك إلى الجنة أو إلى النار في الآخرة ففي الحديث أن الإنسان إذا وضع في قبره أتاه عمله في صورة رجل حسن الوجه بهي الطلعة طيب الرائحة فيقول له: أبشر بالخير، فيقول: ومن أنت؟ فوجهك الذي يبشر بالخير فيقول: أنا عملك الصالح ثم يوسع له في قبره مد بصره، ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها ونعيمها حتى يبعث يوم القيامة ويكون قبره روضةً من رياض الجنة، والنوع الآخر: يأتيه رجل قبيح المنظر كريه الرائحة فيقول له أبشر بالذي يسؤوك فيقول: ومن أنت؟ فوجهك الذي يأتي بالبشر، فيقول: انأ عملك فَيُضَيَّق عليه في قبره حتى
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد