إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،
فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ
عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ
لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ
مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» ([1])، وكُلُّ رَسُولٍ يَدْعُو قومَهُ أوَّلَ ما يَدْعُوهُمْ إلَيْه: ﴿۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النِّساء: 36]، فالَّذي يَدْعُو النَّاسَ إِلَى إصْلاَح بَعْض الجَوَانب
الفرعيَّة، ويترُكُ الدَّعوة إِلَى إصْلاَح العقيدة، وهُو يَرَى النَّاسَ واقِعِين
في الشِّرْك عند الأضْرحَة والقُبُور مُخَالف لمَنْهج الرُّسُل فِي دَعْوتهم، ولنْ
تُثْمر دعوتُهُ شيئًا؛ لأنَّهُ كالَّذي يُعَالجُ جسمًا مَقْطُوعَ الرَّأس.
4- أنْ يَكُونَ الدَّاعيةُ عَاملاً بما يَدْعُو إلَيْه فِي نَفْسه قبل
دَعْوة غَيْره، وإلاَّ كَانَ ممَّن قَالَ اللَّهُ فيهم: ﴿۞أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ
تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 44].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا
تَفۡعَلُونَ ٢ كَبُرَ
مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ﴾ [الصَّف: 2، 3].
وَقَالَ شُعيبٌ عليه السلام لقومه: ﴿وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ
إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا
بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ﴾ [هُود: 88].
5- عَلَى الدَّاعية أنْ يَتَحلَّى بالصَّبر، وتَحمُّل الأذى الَّذي
يُلاَقيه فِي سَبيل الدَّعْوة إِلَى اللَّه، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 1- 3].
وقَالَ لُقمانُ لابنه: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17].
([1])أخرجه: البخاري رقم (1458)، ومسلم رقم (19).