عَلَيْهِ
صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ *** صَلاَةً لَنَا تَقْضِي بِفَوْزٍ مُؤَبَّدِ
*****
واختارَهُ اللهُ جل
وعلا من نَسبٍ عَريقٍ، «مَنْ خَيْرِ مُحْتَدِ»؛ يعني من خَيرِ نَسبٍ، اختاره من
بَني هَاشِم، واختار بَنِي هاشم من قُرَيش، واختارَ قريشًا مِن بَنِي كِنانَة،
واختار بني كِنانَة من العَربِ، فهو خِيارٌ من خِيارٍ.
«وَنُؤْمِنُ
بِالدَّاعِي إِلَيْكَ مُحَمَّدِ»، لا بُدَّ من هَذا، لا بُدَّ من الإيمانِ باللهِ
وبِرسُولِه، لا يَكفِي الإيمانُ باللهِ، بل لا بُدَّ من الإيمانِ بالرَّسولِ صلى
الله عليه وسلم ؛ لأنَّ الرَّسولَ هو المُبلِّغُ عن الله عز وجل ولا نَصلُ إلى
اللهِ وإلى جَنَّتِه إلاَّ من طريقِ الرَّسول ِ صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ
تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ
ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31]، فالذيِ يَزعُم أنَّه يَصلُ إلى اللهِ من
غَيرِ طَريقِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ضَالٌّ وملحِدٌ وكافرٌ باللهِ عز وجل.
«أَزْكَى»؛ يعني أطْهَرُ،
فالزَّكاةُ معناها الطَّهارَةُ، فهو صلى الله عليه وسلم أطْهَرُ الخلقِ نَفسًا،
وأطْهرُهم عملاً، وأطهَرُهم نسبًا، وأطهَرُهم بِجميعِ أنواعِ الطَّهارَة
البَشريَّة.
هذا من حُقوقِهِ صلى
الله عليه وسلم علينا، أنَّنا نُصلِّي عَليهِ، وقد أمَرَنا اللهُ بذلِكَ، قال
سبحانه: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، هذا
حقٌّ واجِبٌ علينا له، أن نُصلِّي على الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فنقول:
اللَّهمَّ صلِّ وسَلِّم على نَبيِّنا مُحمَّد.
والصَّلاةُ من اللهِ جل وعلا ثناؤُهُ علَى عَبدِه في المَلأ الأعْلَى، والصَّلاةُ من المَلائِكَة الاسْتِغْفَار، والصَّلاةُ من الآدَمِيينَ الدُّعاءُ.