ومن أخطار اللِّسانِ
السَّبُّ والشَّتمُ والكَلامُ الباطلُ، كأن يقول في أحَدٍ: يا خَبيثُ، يا كذا، يا
كذا، يا كاذِبُ، يا فاسِقُ، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه إذا قال هذه
الكَلماتِ في حَقِّ أحَدٍ، فإن كان الذي قيلَتْ فيه يَستَحِقُّها وإلا رَجعَتْ على
قائِلها ([1]).
كَذلكَ اللَّعنُ،
بأن يَلعَنَ النَّاسَ، أو يلعَنَ الدَّوابَّ، أو يلعَنَ البِقاعَ، أو يعوِّد
نَفسَه اللَّعنَ، ليس المسلِمُ بالطَّعَّانِ ولا باللَّعَّانِ، ولعنُ المُسلِمِ
كَقتْلِهِ كما صَحَّ في الحديث؛ لأنَّ اللعن معناه الدُّعاءُ عليه بالطَّردِ من
رَحمَةِ الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «لَعْنُ المُسْلِمِ كَقَتْلِهِ»
([2])، لعنُ المُسلمِ
خَطيرٌ جدًّا عليهِ وَعيدٌ شديدٌ، جعَلَه مِثل القَتلِ في الإِثمِ.
ومن آفاتِ
اللِّسانِ: شَهادَةُ الزُّورِ وَالأيمانِ الكاذِبَةِ.
ومن آفاتِ اللِّسانِ: الكَذبُ، أن الإنسانَ يُحدِّثُ ويكذِبُ، وهذا من علامات النفاقِ، فإن المنافِقَ إذا حدَّثَ كَذبَ، بعضُ الناسِ لا يتحاشَى عن الكَذبِ؛ وهو الإخبارُ عن خِلافِ الواقِعِ، بأن يقول: فُلانٌ جاءَ، أو فُلانٌ فعلَ كَذا، وهو كَذَّابُ لم يَحصُلْ شَيءٌ من هذا، فآفاتُ اللِّسانِ كَثيرَةٌ، ولذلِكَ بَدأ بها النَّاظِم؛ لأنَّ اللِّسانَ هُو أخْطرُ الجَوارِح، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنُ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ» ([3])، يضمَنُ ما بَينَ لَحيَيهِ: وهو اللِّسانُ، وما بَينَ رِجلَيهِ: وهو
([1]) أخرجه: مسلم رقم (60).