فَلَوْ
لَمْ يَكُنْ فِعْلُ الزِّنَاءِ كَبِيرَةً *** وَلَمْ يَخْشَ
مِنْ عُقْبَاهُ ذُو اللُّبِّ فِي غَدِ
لَكَانَ
جَدِيرًا أَنْ يَصُونَ حَرِيمَه *** بِهَجْرِ الزِّنَا خَوْفَ القَصَاصِ كَمَا ابْتَدِي
فَصُخْ
وَصُنِ الآَرَابَ كُلٌّ لَهُ زِنَا *** وَلكِنَّ زِنَا الفَرْجِ
الكَبيرَةُ فَاعْدُدِ
*****
من عقوباتِ الزنا - كما ذكرنا -:
أولاً: أنه يُفسِد
الأعراضَ.
وثانيًا: أنه يُفسد أهلَ
الزَّاني؛ عُقوبَةً له.
وثالثًا: أنه يُهدِر
النَّسلَ ويُضيعُ النَّسل.
ورابعًا: أنه يَجلبُ
الأمراض في المُجتمع، وهذا شيءٌ نُشاهده الآنَ وهو معروفٌ.
وخامسًا: أن فيه عُقوبةً في
الدُّنيا والآخرة، عُقوبَتُه في الدُّنيا إقامَةُ الحَدِّ، وسقوطُ العدالَةِ،
وعقوبتُه في الآخِرَة لأن الله جل وعلا تَوعَّد الزُّناةَ بعذابٍ أليمٍ، وجاء في
الأحاديث أنهم يُعذبون عذابًا شديدًا في النار، وأن أهلَ النَّار يَتأذَّون من
رائحَةِ فُروج المُومسات ([1]).
فإذا تأمَّل
الإنسانُ هذه العُقوبات كان جَديرًا به أن يَصونَ نَفسَه عنه لِيصونَ بذلك
حَريمَه.
والزِّنا يكون للبَصرِ، البَصرُ يَزنِي وزناهُ النَّظرُ كما في الحَديثِ، والأذُنُ تَزنِي وزناهَا السَّمعُ، واليدُ تزنِي وزنَاهَا البَطشُ، والرِّجلُ تَزني وزناهَا المَشيُ، والفَرجُ يُصدِّقُ ذلك أو يُكذِّبه ([2])، فأعظم الزِّنا زِنا الفَرجِ، وإلا فالأعضاءُ تَزني أيضًا، ولكن أعْظَم الزِّنا زِنا الفَرج.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (19075).