وفُحْشٌ ومَكْرٌ والبَذَا
وخَدِيْعةٌ *** وسُخْرِيةٌ والهُزْءُ والكذبُ قيِّدِ
*****
وفي الحديث: «لَعْنُ
الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ» ([1]) وأَشدُّ من ذلك
لَعْنُ الوالدَيْن، قال صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ»
([2]) قِيلَ: يَا رَسُولَ
اللهِ، كَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «يَسُبُّ أَبَا
الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ» فهذا
لَعْنٌ غيرُ مباشرٍ، ومع هذا فالرَّسولُ صلى الله عليه وسلم زجَر عنه، فكيف إِذا
لعَن والديه مباشرةً، هذا أَشدُّ والعياذُ بالله، فعلى المسلمِ أَنْ يكُفَّ لسانَه
عن اللَّعْن، وليس المؤْمنُ باللَّعَّانِ ولا بالطَّعَّانِ ولا بالفَاحِشِ ولا
الْبَذِيءِ، فلا يُعوِّد لسانَه اللَّعْنَ، ولكنَّ لَعْنَ الكافرين، ولَعْنَ
الكاذبين، ولَعْنَ الظَّالمين، هذا لا بأْس من غير تَعْيينٍ، قال تعالى: ﴿أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ
عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [هود: 18]، ﴿فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61]،
لعَن اللهُ شاربَ الخَمْر، هذا من غيرِ تَعْيين، لعَن اللهُ مَنْ فعَل كذا وكذا
ممَّا ورَد في الأَحاديث مِنْ لَعْنِ أَصْحاب الجرائِم على سبيل العموم لا بأْسَ
به، أَمَّا لَعْنُ المُعيَّنين، فهذا فيه خلافٌ.
«وفحش»: الفحش: هو
القُبْح، فالمسلم لا يكون فاحشًا متفحِّشًا قبيحًا في أَقْواله وأَفْعالِه
وتصرُّفاتِه، بلْ يكون حَسَنَ السِّيْرة حَسَنَ الأَخْلاق.
والبَذِيءُ: هو الذي يُؤْذي النَّاسَ بلسانِه أَوْ بأَفْعاله.
([2]) أخرجه: البخاري رقم (5973)، ومسلم رقم (90).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6047)، ومسلم رقم (110).