وَإِفْشاؤُكَ
التَّسْلِيمَ يُوجِبُ مَحَبَّةً *** مِنَ النَّاسِ مَجْهُولاً وَمَعْرُوفًا اقْصِدِ
وَتَعْرِيفُهُ
لَفْظَ السَّلامِ مُجَوَّزٌ *** وَتَنْكِيرُهُ أَيْضًا عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ
وَقَدْ
قِيلَ يُكْرَهُ نَكِّرْهُ وَقِيلَ تَحِيَّةٌ *** لِمَيِّتٍ
وَالتَّوْدِيعَ عَرِّفْ كَمَرْدَدِ
*****
وَقَوْلُهُ: «مَا
جِئْتَ بَيْتَكَ تَقْتَدِي» أيْ: كذلِكَ مِنَ المَواضِعِ الَّتِي يُشرَعُ فِيها
السَّلامُ حِينَ تَدخُلُ بَيْتَكَ، تُسَلِّمُ عَلَى مَنْ فِيهِ مِن أَهْلِكَ.
هَذِهِ فائدةُ
السَّلامِ، أنَّهُ يَزرَعُ المَحبَّةَ فِي النُّفوسِ، وَيجتَثُّ التَّباعُدَ بينَ
القُلوبِ، السَّلامُ يَحصُلُ بهِ إِزالَةُ التَّباعُدِ، ويَحصُلُ بهِ المَودَّةُ
إذا أُفشِيَ، وأيضًا تُسَلِّمُ عَلَى مَن عَرفْتَ وَمَن لم تَعرِفْ.
يَجُوزُ أَنَّكَ
تقولُ: السَّلامُ. بالتَّعريفِ بالأَلفِ وَاللامِ، ويَجُوزُ: تَقولُ: سَلامٌ.
بِدُونِ تَعرِيفٍ، كِلاهُما جَائِزٌ، وَجاءَ فِي القُرآنِ ﴿إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞ قَوۡمٞ
مُّنكَرُونَ﴾ [الذّاريات: 25]، هَذِهِ بالتَّنكِيرِ. «عَلَى نَصِّ
أَحْمَدِ» يَعنِي رِوَايَة عَن أَحْمَدَ رحمه الله.
فالمُبتَدِي
بالسَّلامِ يَجُوزُ له أنْ يَقُولَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، وَيَجُوزُ له أَنْ
يَقُولَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، بِالتَّعريفِ أَوْ بالتَّنكيرِ عَلَى حَدٍّ سَوَاء.
وأمَّا الَّذِي يَرُدُّ السَّلامَ فإنَّ الأفضلَ أَنْ يأتِيَ بالتَّعريفِ؛
فَيقُولُ: وعَلَيْكُمْ السَّلامُ. وكذلك الَّذِي يُسَلِّمُ عَلَى القُبُورِ؛ فَإِنَّهُ
يقولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. بالتَّعرِيفِ، كَمَا كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم إذا مَرَّ بِالمَقابِرِ قالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ
المُسلمِينَ والمُؤمِنينَ إِلَى آخِرِ الحَدِيثِ.
وكذلِكَ: المُودِّعُ
إِذَا أَرادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ المَجلِسِ فَالأفْضلُ أَنْ يأتِيَ بالتَّعريفِ
فَيقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ.