×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَقَوْلَيْنِ خُذْ في حُلِيٍّ منطقة الفتى *** من الفضَّة البَيْضَا ووجهين أُسْنِد

أُحِلَّ لَجِينٌ في حمائل صَارِمٍ *** وخُفٍّ وَرَانِ خَوْذَةِ جَوْشَنٍ طَدِ  

****

وَعَرْفَجَةُ لمَّا قُطِعَتْ أَنْفُهُ في يوم الكُلاَّبِ وهو من أيَّام الجاهليَّة، اتَّخذ مَكَانَهُ أَنْفًا من الفضَّة، فَأَنْتَنَ عليه؛ يعني صار له رَائِحَةٌ، فاتَّخذ مَكَانَهُ أَنْفًا من الذَّهب؛ لأنَّه لا يَصْدَأُ ولا يُنْتِنُ، ولا يَبْقَى أَنْفُهُ مفتوحًا يدخل فيه الغُبَارُ ويدخل فيه الهواء، بل يجعل شيئًا في مكان الأنف الَّذي قُطِعَ، ويغطِّي مِنْخَرَيْهِ.

فهذه ضَرُورَةٌ، وكذلك الأسنان إذا كانت أَسْنَانُهُ تحتاج إلى رَبْطٍ، أو تَلْبِيسَةٍ لِتَخْفِيفِ أَلَمِهِ، أو رَبَطَ بين أسنانه؛ لئلاَّ تَهْتَزَّ؛ لأنَّه لو وَضَعَ فيها حديدًا أو فضَّة أو غير ذلك، لَنَتَنَ في فَمِهِ، أمَّا الذَّهب فمن خصائصه أنَّه لا يُنْتِنُ أبدًا.

فلا بأس بِرَبْطِ الأسنان بالذَّهب للضَّرورة، أمَّا اتِّخاذ الأسنان من الذَّهب للزِّينة فهذا حَرَامٌ.

المَنْطِقَةُ هي الحِزَامُ، وتسمَّى الحِيَاصَةَ وَالكَمَرَ. يَجُوزُ أن تُحَلَّى بالفضَّة من باب الزِّينة.

الفضَّة أوسع من الذَّهب في الحكم، ويُبَاح منها أكثر ممَّا يُبَاح من الذَّهب.

«وحلَّ لَجِينٌ» يعني الذَّهب، «في حَمَائل صَارم» يعني السَّيف. الحَمَائِلُ العَلاَئِقُ الَّتي يعلَّق بها السَّيف؛ لا بَأْسَ أن تُحَلَّى بالذَّهب.


الشرح