فهو أبوهم من ناحية
الاحترام والقَدْرِ والمكانة، فلهذا قال لُوطٌ: ﴿يَٰقَوۡمِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي﴾ [هود: 78] ؛ يَعْنِي: بَنَات
المؤمنين، ﴿هُنَّ
أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ﴾ [هود: 78] بأن تتزوَّجوهنَّ، والزَّواج
طَهَارَةٌ، فيه قَضَاءٌ للشَّهْوَةِ، وفيه طَهَارَةٌ لِلعِرْضِ، وفيه إِنْتَاجٌ
للذُّرِّيَّةِ، وفيه تَكَافُلٌ بين الزَّوْجَيْنِ، وَتَكْوِينٌ للأُسْرَةِ،
وبالتَّالي تَكْوِينٌ للمجتمع.
فإذا حُفِظَتْ هذه
الشَّهْوَةُ، وَصُرِفَتْ في مَصْرِفِهَا وهو الزَّواجُ الشَّرْعِيُّ، حصَّلت
المَصَالِحَ العظيمة في الزَّواج، وإذا صُرِفَتْ في غير مصارفها، حَصَلَ الهَلاَكُ
والدَّمَارُ للمجتمع.
فَمِنْ حكمة الله جل
وعلا أنَّه شَرَعَ الزَّوَاجَ، وَأَمَرَ بِهِ. قال تعالى: ﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ
مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ
فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ﴾ [النور: 32].
وقال النَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ
الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ،
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» ([1])؛ لأنَّ الصَّوْمَ
يكسر الشَّهوة، وإذا صام الإِنْسَانُ، انكسرت شَهْوَتُهُ، وإذا أَكَلَ أو شَرِبَ،
زادت شَهْوَتُهُ.
فالصَّومُ فيه
عِلاَجٌ لهذه الشَّهْوَةِ؛ بأن يَصُومَ حتَّى ييسِّر اللهُ له الزَّوَاجَ.
والنِّكَاحُ في الإسلام وفي جميع الشَّرائع عَقْدٌ شَرِيفٌ، ورابطةٌ مبارَكةٌ، وفيه طَهَارَةٌ للعِرْضِ، وطهارة للمجتمع، وفيه نَسْلٌ وذرِّيَّةٌ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5065)، ومسلم رقم (1400).