الثاني:
أنه صلى الله عليه وسلم وعد الناس يومًا يخرجون فيه إلى المصلى، فخرج لما طلعت
الشمس متواضعًا، متبذلاً، متخشعًا، متوسلاً، متضرعًا ([1])،
فلما وافى المصلى صعد المنبر -إن صح، وإلا ففي القلب منه شيء،
****
الوجه الثاني
لاستسقائه صلى الله عليه وسلم: أنه وعد الناس يومًا يخرجون فيه إلى المصلى؛ يعني: مصلى
العيد في الصحراء، خرجوا وخرج صلى الله عليه وسلم، صلى بهم ركعتين، ثم دعا الله
سبحانه وتعالى، فأمطرت السماء وهم في المكان، وهم في المصلى، ذهبوا يتسابقون إلى
البيوت، هذا وجه آخر من وجوه الاستسقاء.
وهكذا يخرج المسلم
لصلاة الاستسقاء؛ يخرج متواضعًا متخشعًا متذللاً لله سبحانه وتعالى، لا يخرج في
زينة، وإنما يخرج في ثياب عادية، ويخرج على صفة الانكسار بين يدي الله عز وجل.
إن صح أن فيه منبرًا؛ لأنه لم يثبت أن في مصلى العيد منبرًا، إن صح هذا، وأيضًا إن صح أنه بدأ بالخطبة قبل الصلاة؛ لأن الغالب من أفعاله صلى الله عليه وسلم العكس؛ أنه يبدأ بالصلاة، ثم يخطب بعد ذلك، والحديث بهذه الصفة لم يثبت.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1165)، والترمذي رقم (558)، والنسائي رقم (1508).