والهدي
في مقامه، وفي حجته، وفي عمرته، وكانت سنته صلى الله عليه وسلم تقليد الغنم دون
إشعارها.
وإذا
بعث بهديه وهو مقيم، لم يحرم منه شيء كان منه حلالاً.
****
والهدي: أهدى في مقامه في المدينة؛ فكان
صلى الله عليه وسلم يبعث الهدي إلى الحرم، وهو باقٍ مقيم في المدينة.
وتارة يذهب به معه
في حجه وعمرته؛ كما حصل في عمرة الحديبية، وكما حصل في حجة الوداع، اصطحب معه هديه
صلى الله عليه وسلم.
القلائد هذه للإبل؛
قال تعالى: ﴿۞جَعَلَ
ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِيَٰمٗا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡيَ وَٱلۡقَلَٰٓئِدَۚ﴾ [المائدة: 97].
فقوله: ﴿وَٱلۡقَلَٰٓئِدَۚ﴾ هي التي تجعل في
أعناق الإبل؛ يشعر أنها هدي، فلا يتعرض لها، فمن رأى القلائد، فإنه يحترمها، ولا
يتعرض لها، حتى تصل إلى الحرم، هذا للإبل، الغنم تقلد -أيضًا- في أعناقها.
وأما الإشعار: وهو أن يكشط السنام
من أحد جوانبه، ثم يسلت الدم، ويجعل منه على النعل، ويعلقه على الإبل، هذا يسمى
الإشعار، وهذا إنما يكون في الإبل، وأما الغنم، فلا يتم إشعارها؛ لأنها لا تتحمل
الإشعار.
إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وهو مقيم في المدينة، فلا يتغير حاله صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يترك شيئًا من محظورات الإحرام؛ كما يفعل إذا اعتمر أو حج، بل يبقى حلالاً في المدينة، ويبعث الهدي، ولا يحرم عليه شيء أباحه الله عز وجل له.