أو هَذَا مُذْنِبٌ
لا ينافِي أن يأمر هَذَا بالتوبةِ والاستغفارِ، ويأمرُ هَذَا بالدُّعاءِ وغيره
مِنَ الأسبابِ الَّتِي تُقْضَى بها حاجتُه، كَمَا يأمرُ هَذَا بالعبادةِ والطاعةِ
الَّتِي بها ينَالُ كرامته.
ولكن العبد قد
يكون مأمورًا في بعضِ الأوقاتِ بما هُوَ أفضل مِنَ الدُّعاءِ كَمَا رُوِيَ في
الحديثِ: «مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ
مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ فَوْقَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ» ([1]).
وفي التِّرمذيّ
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ مَسْأَلَتِي وَذِكْرِي أَعْطَيْتُهُ
أَفْضَلَ ثَوَابِ السَّائِلِينَ» ([2])، قالَ التِّرمذِيُّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وأفضلُ
العباداتِ البدنِيَّةِ الصَّلاَةُ، وفيها القراءَةُ والذِّكْرُ والدُّعاءُ، وكُلّ
واحدٍ في موطنِهِ مأمورٌ به؛ ففي القيامِ بعد الاستفتاحِ يُقرَأُ القرآنُ، وفي
الرُّكوعِ والسُّجودِ يُنْهَى عن قراءَةِ القرآنِ، ويُؤْمَرُ بالتّسبيحِ
والذِّكْرِ، وفي آخِرِها يُؤْمرُ بالدُّعاءِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم يدْعُو في آخرِ الصَّلاَةِ ويأْمُرُ بذلك ([3])، والدُّعاء في السُّجودِ حسن مَأْمُورٌ به، ويجوزُ
الدُّعَاءُ في القيامِ أيضًا وفي الرُّكوعِ، وإن كَانَ جنسُ القراءَةِ والذِّكر
أفضلُ، فالمقصودُ أنَّ سؤالَ العبدِ لرَبِّه السُّؤالَ المشْرُوعَ حسنٌ مأمورٌ به،
ثُمَّ ذكَرَ الشَّيخُ رحمه الله دُعاءَ الخليلِ الَّذِي ذكَرَه اللهُ في القرآنِ
حَيْثُ دَعا لنَفْسِه ولذُرِّيَّتهِ.
***
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2926)، والدارمي رقم (2356)، والبزار رقم (137).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد