وأَمَّا
الأنبياءُ فأوَّلُ دعوتِهم شهادةُ أن لاَّ إله إلاَّ الله وأنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ اللهِ.
فتدبَّرْ طُرقَ
العِلمِ والعملِ لتُمَيِّزَ لك طريقَ أهلِ السُّنَّةِ والإيمانِ من طريقِ أهلِ
البدعَةِ والنِّفاقِ، وطريقَ العلمِ والعرفانِ من طريقِ الجهلِ والنُّكرانِ.
انتهى كَلامُه
رحمه الله باختصارِ، وحاصِلُهُ أنَّ طريقَ أهلِ السُّنَّةِ وأتباع الرُّسلِ البداءة
بعبادَةِ الله والدَّعوة إليها قبل كُلِّ شيءٍ؛ لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ معروفٌ
بالفطَرِ لا يحتاجُ إِلَى الاستدلالِ عَلَيْهِ، وطريقَةُ الفلاسِفَةِ والمتكلِّمين
والمبتدعة البداءَةُ بالاستدلالِ عَلَى إثباتِ وجودِ الرَّبِّ أوَّلاً، ثُمَّ
إثبات الرِّسالات كأَنَّهم لَمْ يعرفُوا رَبَّهُم قبل ذَلِكَ تَعَالَى اللهُ عمَّا
يقولون {أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [إبراهيم: 10] ، ولِهَذَا يقولُ أهلُ السُّنَّةِ
وأتباعُ الرُّسلِ: إنَّ أوَّلَ واجبٍ عَلَى المكلَّفِ عبادَةُ اللهِ وحدَهُ لا
شرِيكَ لَهُ، ويقولُ علماءُ الكلامِ: إنَّ أوَّلَ واجبٍ هُوَ النَّظرُ والاستدلالُ
عندهم، إنَّها طرقٌ ملتويةٌ مختلفةٌ متناقضةٌ لا تُؤدِّي إِلَى نتيجَةٍ تامَّةٍ،
ثُمَّ هي مخالفة لدَعوةِ الرُّسلِ، حَيْثُ إنَّ الرُّسلَ أوَّل ما يبدءون بالأمرِ
بعبادةِ الله وحده لا شريكَ لَهُ لَمْ يأمروا بالنَّظرِ والاستدلالِ أوَّلاً،
واللهُ المُسْتَعَانُ.
***
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد