جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ
وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الأحزاب: 9] إلى قوله: {هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا ١١ وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا ١٢﴾ [الأحزاب: 11- 12] ، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا
عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ﴾ [المدثر: 31]
الآيتين.
·
وأما كيف يحصل
اليقين؟ فبثلاثة أشياء:
أحدها: تَدَبُّر القرآن.
والثاني: تَدَبُّر الآيات التي يُحْدِثُها الله في الأنفس والآيات
التي تُبين أنه حق.
والثالث: العمل بمُوجِب العلم.
قال تعالى: {سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَ لَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53] ،
والضمير عائد على القرآن، كما قال تعالى: {قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ
عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۢ
بَعِيدٖ ٥٢ سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ
وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَ لَمۡ
يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ٥٣﴾ [فصلت: 52- 53] الآية.
وأما قول طائفة
من المتفلسفة ومن تبعهم من المتكلمة والمتصوفة: أن الضمير عائد على الله، وأن
المراد ذكر طريقِ مَن عرفه بالاستدلال بالعلم؛ فتفسير الآية بذلك خطأ من وجوه
كثيرة، وهو مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، فبين سبحانه أنه يُري الآياتِ
المشهودة ليبيِّن صدق الآيات المسموعة، مع أن شهادته بالآيات المسموعة كافية.
***
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد