التسعةَ عَشَرَ الذينَ عَلَى سَقَرَ هم العُقولُ
والنفوسُ؛ فهذَا مِن جَهْلِه بِمَا جاءَ عنِ اللهِ ورسُولِه، وضَلالُه فِي ذلكَ بَيِّنٌ
إذا لَم تَتَّفِقِ الأسْمَاءُ فِي صِفَةِ المُسَمَّى ولا فِي قَدْرِهِ كما تَكُونُ
الألْفَاظُ المُتَرَادِفَةُ.
ومِنَ
الْمَعْلُومِ أَنَّ المَلائكةَ لهُم مِنَ العُلُومِ والأحْوَالِ والإرَادَاتِ
والأعْمَالِ ما لا يُحْصِيهِ إلاَّ اللهُ، ووصَفُهم فِي القُرآنِ بالتسبيحِ
والعِبَادَةِ للهِ أكثرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ، ثم ذكَر الشيخُ جُملةً مِن النُّصوصِ
الواردَةِ فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ فِي أوصَافِ المَلائِكَةِ وأعْمَالِهم، وقال:
وأمثَالُ هذه الأحَادِيثِ الصِّحَاحِ مما فيها ذِكرُ المَلائِكَةِ الذينَ فِي
السَّمَاوَاتِ ومَلائِكَةِ الهَواءِ والجِبَالِ وغيرِ ذَلكَ كثيرةٌ، ثم ذَكَر
النُّصُوصَ التي فِيهَا ذِكرُ أَصْنَافِ المَلائِكَةِ وإِتْيَانُ جِبريلَ عليه
السلام إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ ([1])، وتارةً فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ. ثم قال
وأَمْثَالُ هَذِه النُّصوصِ الَّتي فِيها مِن أَصْنَافِ المَلائِكَةِ وأوصْافِهِم
وأَعْمَالِهم مَا يَمْنَعُ أن تَكُونَ على ما يَذْكُرُونَهُ مِن العُقُولِ
والنفُوسِ، أو أَنْ يَكُونَ جِبريلُ هُو العَقْلُ الفَعَّالُ، وتَكُونُ مَلائكةُ
الآدَمِيينَ فِي القُوَى الصَّالِحَةِ، والشَّيَاطِينُ هِي القُوى الفَاسِدَةُ.
أقول: وهَذَا
الَّذِي ذَكَرَه صَاحِبُ «تفسيرِ المَنَارِ» عن شيخِه مُحمد عبده نَقلاً عن
كِتَابِ «الإحياء» للغَزَالِي فَقَدْ تَبَيَّنَ أنه قَولُ الفَلاسِفَةِ
المُخَالِفَةِ للكِتَابِ والسنَّةِ! فَلْيُحْذَرْ من ذلك.
ثم ذكَر الشيخُ أن المُشركِينَ قالُوا: إِنَّ المَلائِكَةَ بَنَاتُ اللهِ، وأن اللهَ ردَّ عَلَيهم بقولِه: {لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾ [الإخلاص: 3- 4]
([1])أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (9).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد