×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قد قال عن نفسه إنه ليس بأعلم بالساعة من أعرابي؛ فكيف يجوز لغيره أن يَدَّعي عِلْم ميقاتها؟ وإنما أخبر الكتاب والسُّنة بأشراطها، وهي علاماتها، وهي كثيرة.

ومن تكلم في وقتها المُعَيَّن مثل الذي صنف كتابًا سماه: «الدُّر المُنْظَم في معرفة الأعظم» وذكر فيه عشر دلالات بين فيها وقتها، والذين تكلموا على ذلك من حروف المعجم، والذي تكلم عن عَنْقَاء مُغْرِب، وأمثال هؤلاء؛ فإنهم وإن كان لهم صورة عظيمة عند أتباعهم فغالبهم كاذبون مُفْتَرون، وقد تبين لديهم من وجوه كثيرة أنهم يتكلمون بغير علم وإن ادَّعَوْا في ذلك الكَشْف ومعرفة الأسرار، وقد قال تعالى: {قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ[الأعراف: 33].

انتهى كلام الشيخ في هذه المسألة المهمة، ومعلوم أنه ليس مطلوبًا منا معرفةُ وقت قيام الساعة، وإنما المطلوب منا العمل والاستعداد لها، وقد كان المشركون يسألون النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن وقت قيامها من باب التعنت والتكذيب له صلى الله عليه وسلم وكذلك الذين يحاولون تحديد وقت قيامها ممن ذكرهم الشيخ، وإنما يحاولون مستحيلاً ويعملون عبثًا؛ لأن ذلك من علم الغيب الذي اختص الله به، وإذا كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يعلم ذلك؛ فكيف يعلمه هؤلاء؟! لكنه الفُضُول والعبث، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

***


الشرح