المسلمين وأنا معه ([1])، وفي «الصَّحيِحين» عن عبد الرحمن بن أبي بكر: أن أصحاب
الصُّفَّة كانوا ناسًا فقراء، وأن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ
بِثَالِثٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ أَوْ
بِسَادِسٍ»، وأن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم
بعشرة، وأن أبا بكر تعشى عند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صُلِّيَت
العشاء، ثم رجع فلبث حتى نَعِس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من
الليل ما شاء الله، قالت امرأته: ما حبسك عن أضيافك؟ قال: أو ما عَشَّيْتِهم؟
قالت: أَبَوَا حتى تجيء؛ عرضوا عليهم العَشَاء فغلبوهم وذكر الحديث... ([2])، وفي رواية: كان يتحدث إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
إلى الليل ([3]).
وفي سفر الهجرة لم يصحبه غير أبي بكر، ويوم بدر لم يبق معه في
العَرِيش غيرُه، وقال: «مِنْ أَمَنِّ
النَّاسِ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ
مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَْرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً»
([4])
وفي «الصَّحيِحين» عن أبي الدرداء قال: كنت جالسًا عند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم «أَمَّا صَاحِبِكُمْ فَقَدْ غَامَرَ فَسَلِمَ»، وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيءٌ فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأتيته فقال: يغفر الله لك، ثلاثًا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فلم يجده، فأتي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فجعل وجه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّر وغضب حتى
([1])أخرجه: الترمذي رقم (169)، وأحمد رقم (175)، وابن خزيمة رقم (1156).