وهي ما روى
البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: «أَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ
فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ ؟فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُجِيبُوهُ».
قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟، قَالَ: «لاَ تُجِيبُوهُ». فَقَالَ:
أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ فَقَالَ: «لاَ تُجِيبُوهُ».
فَقَالَ:
إِنَّ هَؤُلاَءِ قُتِلُوا، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ
عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَبْقَى اللَّهُ
عَلَيْكَ مَا يُخْزِيكَ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ». قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُ
أَعْلَى وَأَجَلُّ.
*****
ابن أبي قحافة أي:
أبا بكر رضي الله عنه.
قوله: «لاَ
تُجِيبُوهُ»؛ إهانة له.
عند ذلك لم يتمالك
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فرد عليه.
قوله: «اعْلُ هُبَلُ»؛
هبل هو اسم لصنم كبير كان على جبل الصفا، وكان هناك صنم آخر على المروة يسمى
نائلة.
لما ذكر أبو سفيان الاعتزاز
بالصنم، الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم: «أَجِيبُوهُ» هذه المرة، وهذا
فيه دليل على الرد على المخالف إذا كان كلامه يستحق الرد.
أنت تعتز بالصنم، ونحن نعتز بالله عز وجل؛ «اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ »، انظر إلى الرد البليغ!