فاستجاب له
المسلمون على ما بهم فاستأذنه جابر رضي الله عنه؛ لحبس أبيه إياه، فأذن له،
*****
قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ
ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173].
فقوله: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ
ٱلۡوَكِيلُ﴾؛ أي: كافينا الله جل وعلا، نحن لا نعتمد على غير الله،
وسيكفينا شر هؤلاء.
قوله: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ
ٱلۡوَكِيلُ﴾؛ أي: أنهم وكلوا أمرهم إلى الله جل وعلا.
ثم قال تعالى: ﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ
وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ﴾ [آل عمران: 174].
ثم قال: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾؛ أي: أن هذا التخويف الذي
حصل لكم إنما هو من الشيطان. هكذا دروس الغزوات والقرآن الكريم.
ثم قال تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ
وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175].
أي: على ما بهم من
الجروح والمرض، ولم يخرج إلا من شهد القتال.
قال الله سبحانه
وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ
لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: 172].
لأن أباه عبد الله بن حرام رضي الله عنه استشهد في غزوة أُحد من جملة الشهداء، فأوصى ابنه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن يبقى عند أخواته في المدينة، فاستأذن من الرسول صلى الله عليه وسلم بموجب وصية والده، فأذن له، هو الذي لم يخرج معهم.