فَإِذَا كَانَ
الْعَامُ المُقْبِلُ، خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا
ثَلاَثًا، وَأَنْ لاَ يَدْخُلَهَا إِلَّا بِسِلاَحِ الرَّاكِبِ وَالسُّيُوفُ فِي
الْقِرَبِ، وَمَنْ أَتَاهُمْ، لَمْ يَرُدُّوهُ، وَمَنْ أَتَى مِنَ المُسْلِمِينَ
مِنْهُمْ، رَدُّوهُ.
وَفِي قِصَّةِ
الحُدَيبْيِةِ أَنْزَلَ اللهُ فِدْيَةَ الأَْذَى فِي كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي
الله عنه ([1]).
*****
أي: في الحديبية لما
تم الصلح، قام النبي صلى الله عليه وسلم، ونحر هديه، نحره في الحديبية، أما
الصحابة، فلم يبادروا؛ ترددوا، يريدون أن يأتي أمر ثان، لم يبادروا، فغضب الرسول
صلى الله عليه وسلم من عدم مبادرتهم، فأشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها بأن يخرج،
ويحلق رأسه، وهم ينظرون إليه، ثم إنهم سيحلقون كلهم، ففعل صلى الله عليه وسلم ذلك،
فبادروا إلى الحلق، حتى كاد يقتل بعضهم بعضًا من السرعة، لما رأوا رسول الله صلى
الله عليه وسلم حلق رأسه، تبادروا إلى الحلق والتحلل من إحرامهم؛ اقتداءً بالرسول
صلى الله عليه وسلم ([2])، هذا من الحكم
العظيمة.
هذا من الصلح، لا
يدخلها بسلاح غزو، إنما يدخلها بسلاح الراكب فقط، هذا من بنود الصلح.
كعب بن عجرة رضي الله عنه كان محرمًا، فأصابه القمل في رأسه، فتأذى منه، فجيء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يتناثر القمل من رأسه، وهو
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1814)، ومسلم رقم (1201).