×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لمَّا سَمِعَتْ هَوَازِنُ بِالفَتْحِ، جَمَعَ مَالِكُ بْنُ عَوفٍ هَوَازِنَ، وَاْجْتَمَعَ إِلَيْهِ ثَقِيفٌ وَجُشَمُ، وَفِيهِمْ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا رَأْيُهُ،

*****

واخرها حنين مع العرب، ولذلك بين الوقعتين مشابهة من وجوه كثيرة، واقعة بدر ووقعة حنين بينهما مشابهة من وجوه كثيرة.

قبيلة هوازن هم عتيبة، الذين يسمون الآن عتيبة، يقال لهم: هوازن.

كان رئيس هوازن الأول دريد بن الصمة، وكان عاقلاً محنكًا، وفارسًا شجاعًا، لكنه هَرم، وكبر، صار لا يستطيع، وليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب، فحل محله مالك بن عوف، ولكنه لم يكن مثل دريد في الحنكة والشجاعة والرأي، لم يكن مثله، ولذلك لامه دريد، يقولون: دريد لم يبق فيه إلا عقله فقط، وأما جسمه، فانتهى، ولم يبق فيه شيء، لكن عقله وتفكيره باق، فلام مالكًا لومًا شديدًا على مجيئه بالأموال والأولاد، لامه على هذا، قال: هذا لن ينفع في شيء؛ إن انهزمتم، تركتم أموالكم للمسلمين، وإن الله نصركم، فلستم بحاجة إلى إحضار الأموال، ترجعون إليها، لكن فات الفوات، والله أراد هذا ([1]).

انضم إليه ثقيف من الطائف، قبيلة ثقيف.

دريد بن الصمة ليس فيه إلا رأيه؛ من الكبر، ولكن رأيه لم يتأثر بسياسة الحرب ومعرفة شؤونها، ولذلك قتله المسلمون ([2])،


الشرح

([1])  انظر: سيرة ابن هشام (2/ 438 - 439).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4323)، ومسلم رقم (2498).