×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اغْدُوا عَلَى القِتَالِ»، فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحَاتٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، فَسُّرُوا بِذَلِكَ,وَجَعَلُوا يَرْحَلُونَ,وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكَ» ([1]).

فلما استقلوا، قال: «قولوا: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، فقيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ، ادْعُ اللَّهَ عَلَى ثَقِيفٍ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا وَأْتِ بِهِمْ» ([2]).

*****

يضحك من فعلهم، بالأمس يمتنعون، واليوم يفرحون، ويبادرون.

استقلوا راجعين إلى المدينة، أمرهم بهذا الدعاء: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»، هذا دعاء يقوله المسافر إذا رجع.

طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله عليهم انتقامًا منهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم بدلاً من أن يدعو عليهم دعا لهم بالهداية، فتقبل الله دعوته، فهداهم، وجاؤوا مسلمين؛ كما يأتي.

فهذا فيه أنه يُدعى للكافر بالهداية، ولا يستغفر له، إنما يدعى له بالهداية.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7480).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (3942)، وأحمد رقم (14702).