قال بعض
الشارحين: أول أسمائهم مكة، وآخر أسمائهم عكة ([1]). روينا
في «الصحيحين» -واللفظ للبخاري رحمه الله تعالى- عن كعب بن مالكٍ رضي الله عنه
قال: «لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا
إِلاَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ،
وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، . حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ،.
*****
أي: من باب النحت
اللغوي، وهذا لا فائدة فيه.
كعب بن مالك رضي
الله عنه هو الذي روى القصة بكاملها، وكعب ابن مالك رضي الله عنه هذا كان صادقًا
ومجاهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شاعرًا من شعراء الرسول صلى الله
عليه وسلم الذين يدافعون عن الإسلام.
لأنه لم يخرج صلى
الله عليه وسلم للقتال في بدر، إنما خرج ليأخذ القافلة القادمة من الشام؛ ليواسي
بها المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ظلمًا وعدوانًا.
ولكن كان أمر الله
جل وعلا مفعولاً، وصارت غزوة من أشهر الغزوات؛ غزوة بدر، وهي يوم الفرقان، فالذين
تخلفوا عنها لم يلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتذروا؛ لأنهم لم يشعروا
أنها غزوة.
هو خرج يريد العير، يظن أنه لن يلقى إلا العير، بينما جاء
([1]) هذا القول عند ترتيب أسمائهم على النحو التالي: مُرارة بن الربيع، وكعب بن مالكٍ، وهلال بن أمية. انظر: اللامع الصبيح (11/446)، وقليوبي وعميرة (3/307).