×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فإنها تضمنت أصلين إذا تحقق بهما، تسلى عن مصيبته.

أحدهما: أن العبد وماله ملك لله، جعله عنده عاريةً.

والثاني: أن المرجع إلى الله، ولا بد أن يُخَلِّف الدنيا ، فإذا كانت هذه البداية والنهاية ،

*****

أن العبد وماله ملك لله عز وجل، يتصرف فيه كما يشاء، فما أصابكم، فإنما هو من المالك الذي يتصرف في ملكه سبحانه وتعالى.

وجعل الله سبحانه وتعالى عندك بدنك وحياتك ومالك وديعة ليست دائمة، وديعة، والودائع ترد إلى أصحابها، والله يسترجع هذه الودائع ولابد، لا تدوم. فهذا فيه تطمين للإنسان، إذا عرف أنه عبد لله، وأن ماله لله عز وجل، وأنه ملك لله، فإنه يرضى ويطمئن.

قال تعالى: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ.

هذه هي الثانية: ﴿رَٰجِعُونَ، فيعرف أنه سيرجع إلى الله في يوم من الأيام، وهو ليس دائمًا في هذه الدنيا، لأن هذا شيء لابد منه؛ إذ لابد من الرجوع إلى الله، والمصير إليه - سبحانه-؛ فأنت لله أنت ومالك، وترجعون إلى الله، إلى المالك.

قوله: «البدَايَةَ» في قوله تعالى: ﴿إِنَّا لِلَّهِ، هذه البداية.

وقوله: «النِّهَايَةَ»، والنهاية في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ، فتعرف أن هذا شيء لابد منه، وإذا عرفت أنه لابد منه، هانت عليك المصيبة، وتسليت، ولا تجزع.


الشرح