أمَّا النوع الأول وهو توحيد الربوبية،
فالخلق مُقِرُّون به، حتى المشركون الذين بُعِثَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
مُقِرُّون بتوحيد الربوبية، كما في قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ﴾ [الزخرف: 87]، وقوله تعالى: {قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ
ٱلۡعَظِيمِ ٨٦ سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧﴾ [المؤمنون: 86، 87]، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على
أن المشركين مُقِرُّون بتوحيد الربوبية، ولكن المطلوب منهم هو إفراد الله تعالى بالعبادة،
إذا أقروا له بتوحيد الربوبية.
والرسل
كلهم إنما دعوا إلى توحيد العبادة كما في قوله تعالى: {وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾
[النحل: 36]؛ فكلُّ رسول يدعو قومه إلى توحيد العبادة.
أما
توحيد الربوبية فهذا موجود، ومُقِرُّون به ولكنه لا يكفي.
والنوع
الثالث: توحيد الأسماء والصفات؛ وذلك بأن نثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه، وما أثبته
له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، وننفي ما نفاه عن نفسه، وما نفاه
عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب، هذه أنواع التوحيد الثلاثة التي
يجب على المسلم معرفتها والاعتناء بها والعمل بها.
***
الصفحة 2 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد